ييأس في قضاء حوائجه وتحقق أفعاله وتحقيق أهدافه ، ويسأل الله التوفيق ، فهو حينئذ يكون في كنف الله ـ تعالى ـ وتحت ولايته الخاصّة ، وينجو من وساوس النّفس ومكر الشيطان ، ليشعر بالأمل والتفاؤل ، وراحة النّفس والاستقرار والسكينة ( أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ) (١).
س) : إذا كانت الاستعانة والتوسل بغير الله ـ تعالى ـ شركاً وحراماً فما بالنا نجد في كثير من الرّوايات والأدعية والزّيارات وفعل العلماء والمؤمنين خلاف ذلك ، إذ نجدهم يأمرون بالتوسّل الى الأئمّة والأنبياء عليهمالسلام وهكذا ببعض الصّالحين ؟
ج) : الجواب واضح إذ المنهيّ عنه والّذي يعدّ شركاً بالله ـ تعالى ـ هو التوسّل والاستعانة بمعنى أن نعتقد بالّذي نتوسل أو نستعين به أنّه يقضي لنا حاجة باستقلاله ودون الحاجة إلى الله ـ تعالى ـ ، ولا إذنٍ منه ـ تعالى ـ ، بلىٰ هذا شرك و ( إِنَّ اللهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ ) (٢) ولا يختلف حينئذ بين كون التوسّل بالحيّ أو الميّت ، ولكنّ هذا خلاف ما عليه سيرة العقلاء والمؤمنين فإنّهم لا يتوسّلون بأحد إلا ليكون واسطة بينهم وبين خالقهم لأنّه وجيه
__________________
(١) سورة يونس : ٦٢.
(٢) سورة النساء : ٤٨.