عند الله ـ تعالى ـ ، وصاحب مقام وقرب ومنزلة ، كالأنبياء والأولياء والصّالحين ، وأنّ الفاعل الحقيقيّ هو الله ـ تعالى ـ لا هؤلاء : الأخيار الأبرار ، بل يعتقد المؤمن أنّ هؤلاء أيضاً من المخلوقين الذين لا يملكون لأنفسهم نفعاً ولا ضرّاً.
س) : إذا كان الأمر كذلك ، أليس المشركون كانوا يعتقدون بأنّ آلهتهم تقرّبهم إلى الله ـ تعالى ـ ؟! قالوا ( مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللهِ زُلْفَىٰ ) (١) ، وقد ذمّهم القرآن الكريم وحكم عليهم بالخلود في نار جهنم ؟!
ج) : جواب هذا الإشكال واضح بعد ما ذكرنا من أنّ العبادة محرّمة لغير الله وشرك أو كفر بالله العظيم ، فهم أوّلاً : كانوا يعبدونها ، أو يعبدون بعض الخلق ، وهذا ما لا يصنعه المؤمن ، وثانياً : هناك فرق بين التوسّل والاستعانة بمن نهى الله ـ تعالى ـ عن التوسّل به وبين التوسّل بمن أمر الله ـ تعالى ـ بالتوسّل به وإليه إذ هناك من هو وليٌّ من أوليائه ـ تعالى ـ فهو قطعاً وسيلة مقرِّبة إلى الله ـ تعالى ـ ( إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَٰكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ ) (٢) ، و ( وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ) (٣) ،
__________________
(١) سورة الزمر : ٣.
(٢) سورة القصص : ٥٦.