ورسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم مشعل هداية حيّاً وميّتاً ، فالمؤمن لا يعبد سوي الله ـ تبارك وتعالى ـ ، ولا يتوسّل بمن نهىٰ الله ـ تعالى ـ عن التّوسُّل به ، وإنّما يتوسّل بأولياء الله ـ تعالى ـ المقرَّبين منه والمقرِّبين إليه حقيقةً ويجعلهم شفعاء ووسائط بينه وبين الله ـ تعالى ـ ، وهو مطلوب لأنّه لا يرى لهم تأثيراً مستقلاً عن إرادة الله ـ تعالى ـ ، بل إرادتهم تابعة لإرادته وإذنه ـ تعالى ـ ، ولهذا فكلّ ما يتّهمنا به الأعداء زور وبهتان ، إذ أولياؤه ـ تعالى ـ يشفعون بعد مماتهم كما يشفعون في حياتهم ولا فرق بينهم في الحياة وبعد الممات ، وهم ينفعون إن شاءالله ـ تعالى ـ أحياءً وأمواتاً : ( وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ) (٤) ، وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم « من زارني بعد مماتي كمن زارني في حياتي » (٥) ، وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : « من حجّ أو اعتمر ولم يزرني فقد جفاني » (٦) ، و « من زارني ميّتاً كمن زارني حيّاً » (٧) ، ومن ثمرات زيارته صلىاللهعليهوآلهوسلم حيّاً أن
__________________
(٣) سورة الشورى : ٥٢.
(٤) سورة آل عمران : ١٦٩.
(٥) كامل الزيارات : ص ٤٥ ، بحار الأنوار ج ٩٧ / ١٤٣ ح ٢٧.
(٦) فقه الرضا : ص ٢٣١ ، بحار الأنوار ج ٩٦ / ٣٧٢ ضمن ح ٥ ، كنز العمال ج ٥ / ١٣٥ ح ١٢٣٦٩.
(٧) مستدرك الوسائل
ج ١٠ / ١٨٥ ح ١ ، بحار الأنوار ج ٩٦ / ٣٣٤ ح ٤