يأتيه المسلم مستغفراً تائباً الى الله ـ تعالى ـ بين يدي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ومستشفعاً إيّاه « يا شفيعاً عند الله إشفع لنا عند الله » (١) ، ( وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ... جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ ) (٢) ، ( قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي ) (٣) ، ( وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَىٰ ) (٤) وهذه الشّفاعة وهذا الرّضا غير مختصّين بدار الدّنيا وحياة الشفيع ، ولا هما مختصّين بالآخرة ويوم القيامة بل هم شفعاء في الدّنيا والآخرة ، وفي حياتهم ومماتهم وكلّ ما نسب إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم خلاف ذلك فهو افتراء عليه وزور وبهتان على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ثم حاجة الامّة إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لم تنقطع في شتّي مجالات الدّين والدّنيا ، فكما كنّا نحتاج إليه في حياته فإنّا نحتاج إليه بعد مماته ، وإذا كانت حاجتنا إليه موجودة فالتأثير من جهته موجود قطعاً ، وكلّ ما يصرف وجه الامّة عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بعد وفاته فهو يصرف وجه الامّة عن الله ـ تعالى ـ وهو ضلال مبين ، وهذا ممّا
__________________
وج ٩٧ / ١٥٩ ح ٤٠.
(١) بحار الأنوار ج ٩٩ / ٢٤٧ و ٢٤٨.
(٢) سورة النساء : ٦٤.
(٣) سورة يوسف : ٩٧ ـ ٩٨.
(٤) سورة الأنبياء : ٢٨.