يصرف وجه الامّة عن رسولها الكريم ، وهو من صنع أئمّة الضّلال وحكّام الجور.
ثمّ أليست الاُمة مطبقة على جواز طلب الشّفاعة من الحيّ ، والتوسّل بالأحياء ؟! وألم يجيزوا الاستشفاع والتوسّل ببعض الصّحابة والأولياء في حياتهم ؟! فأسألكم بالله هل هناك حيٌّ أعظم شأناً من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بعد مماته ؟! وأنّى لصحابّي أو وليٍّ من الأولياء أن يكون مؤثّراً وشفيعاً في حياته مع زعم أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لا ينفع ولا يشفع بعد مماته ، وإذا كان الأمر متعلّقاً بمقام الشفيع ومنزلته عند الله ـ تعالى ـ فهل هناك من الأحياء فضلاً عن الأموات من يداني رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في حياته وبعد مماته حتى تجوز له الشّفاعة في الدّنيا ولا تجوز لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ؟! ( فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ) (١) ، وإذا كان طلب المطر من العبّاس عمّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم جائزاً وكما في صحاح العامّة والجماعة ، فطلب المطر وغيره من النّبيّ الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم بعد مماته جائز بطريق أولى ، وإذا جاز التوسّل وطلب الشّفاعة من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بعد مماته ، جاز ذلك من غيره أيضاً إن كان ذا قربى ومنزلة عند الله ـ تعالى ـ ، كالأنبياء والأولياء عليهالسلام لعدم الختصاص ذلك به صلىاللهعليهوآلهوسلم دون غيره.
__________________
(١) سورة يونس : ٣٥.