إنساناً سويّاً أما القضاء الإلهي فهو أمر دفعيٌّ ، يقع دفعة من غير حالة انتظار أو تدريج ( إِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ ) (١) ، ولا يحدث فيه تغيير أصلاً.
س) : إذا كان القضاء الإلهي لا يدخله ولا يطرأ عليه التغيير أصلاً ، فما المراد بقولهم عليهالسلام في بعض الأدعية والرّوايات التي تشير وتهدي الى تغيير قضاء الله ـ تعالى ـ كما في قولهم عليهالسلام أنّ الصّدقة والبرّ بالوالدين وصلة الرّحم والدعاء والاستغفار تدفع القضاء المحتّم وتغيّره ؟
ج) : أنّ القضاء قد يستعمل في اللّغة بمعنى القدر أو العكس ، وما ورد في هذه الأخبار والأدعية من هذا القبيل ، فهذه الاُمور في الحقيقة تغيُّر القدر الّذي هو عبارة عن المقدّمات والأسباب والشرائط التي يجب توفرها واكتمالها لتحقيق القضاء الإلهي المحتّم ، فالصّدقة مثلاً تحول دون وقوع بعض مقدّمات القضاء الإلهي بموت الإنسان ، كما لو كان المقدَّر أن تصدمه السّيّارة ، فيحدث تغيير مفاجىء في أسباب الحادث بحيث لا يقع ، فينجو الإنسان من القضاء الإلهي له بالموت ، ولهذا في الرّواية أنّ عليّاً
__________________
(١) سورة آل عمران : ٤٧ ، سورة مريم : ٣٥.