كلُّ ما يفعله الله ـ تعالى ـ حَسَنٌ ، وكلُّ ما تركه فهو قبيح ، لكن لا بمعنى أنّه حَسَنٌ لأنّه ـ تعالى ـ فعله ، أو قبيح لأنّه ـ تعالى ـ تركه ، بل لأن هناك أفعالاً تتّصف بالحُسْن في نفسها وبحدّ ذاتها ، وهناك أفعال تتّصف بالقبح في نفسها ، فالله ـ تعالى ـ منزّه عن الإتيان بالفعل لأنّه قبيح ، ويأتي بالحَسَن لأنّه حَسَنٌ ، خلافاً للذين زعموا أنّ الأفعال لا تتّصف بالحُسْن والقُبْح الذّاتيين ، بل إذا صدر من الله ـ تعالى ـ أو أمر به ، فهو حَسَنٌ ، وإذا نهى عنه يكون قبيحاً ، إذ قد ينهى عن الإحسان إلى اليتيم ، أو برّ الوالدين ، أو العدل في القضاء ، فيكون حينئذٍ كلٌّ من هذه الأفعال قبيحاً وتتّصف بالقبح ، أو قد يأمر بشرب الخمر ، أو ظلم اليتيم ، أو قطع الرّحم فتكون هذه الأفعال حسنةً ، وتتّصف بالحُسْن ، بل زعموا أنّ الله ـ تعالى ـ قد يدخل الصّالحين أو الأنبياء أو بعضهم في النّار يوم القيامة ، وقد يدخل الكفّار أو المنافقين أو بعضهم في الجنّة ، إذ قد يدخل موسى عليهالسلام مثلاً في النّار ، وقد يدخل أبا لهب وفرعون الجنّة ، وهذا لا ينافي العدل الإلهي ، بل هو العدل بعينه ، فكلّ فعل قد يصدر من الله ـ تعالى ـ أو يأمر به ، فإذا صدر منه ، أو أمر به كان حَسَناً ، وإذا نهى عن شيء كان قبيحاً ، للأفعال حُسْن وقبح ذاتيّين.
والإمامية العدليّة لا تقبل بهذا الكلام
، بل تقول : الإحسان