وهو ولي كلّ مؤمن بعدي » (١). وجاء قوله تعالى : ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) (٢) يؤكد ويرسخ ولاية وخلافة أمير المؤمنين علي عليهالسلام بعد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ويقطع الطريق أمام المشككين بهذه المنزلة الرفيعة.
وعند قصة الغدير ونزول آية التبليغ (٣) وآية إكمال الدين (٤) في حجة الوداع لم يعد ثمة عذر لمعتذر في خلافة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، حيثُ جمع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم الناس في منتصف النهار والحر شديد وخطب خطبة طويلة جاء فيها : « من كنت مولاه فهذا مولاه (٥) ، اللهم والِ من والاه ، وعادِ من عاداه ، واخذل من خذله، وانصر من نصره » (٦).
لكن القوم تجاوزوا كلّ تلكم النصوص ، حتى تركوا جنازة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم على الأرض وراحوا الى سقيفة بني ساعدة يتنازعون الأمر من
__________________
(١) سنن الترمذي ٥ : ٥٩٤. والتاج الجامع للاُصول ٣ : ٣٣٥.
(٢) سورة المائدة ٥ : ٥٥ وقد نزلت هذه الآية في الإمام علي عليهالسلام. راجع الكشاف ١ : ٦٤٩. وأسباب النزول ، للواحدي : ١٣٤.
(٣) الآية ٦٧ من سورة المائدة ، قال الواحدي في أسباب النزول : ١٣٥ نزلت في غدير خم.
(٤) الآية ٣ من سورة المائدة ، وقد نزلت في غدير خم يوم الثامن عشر من ذي الحجة ، راجع الاتقان للسيوطي ١ : ٧٥. وأسباب النزول للواحدي : ١٣٥ وقد قال صلىاللهعليهوآلهوسلم عند نزولها : « الحمدُ لله على اكمال الدين واتمام النعمة ورضى الرب برسالتي وبالولاية لعلي بعدي » راجع مناقب أميراالمؤمنين عليهالسلام للحافظ محمد بن سليمان القاضي الكوفي ١ : ١١٩.
(٥) سنن الترمذي ٥ : ٥٩١. والتاج الجامع للاُصول ٣ : ٣٣٣.
(٦) مسند أحمد ٤ : ٢٨١ و ٣٦٨. وسنن ابن ماجة المقدمة ١ : باب ١١. وتفسير ابن كثير ١ : ٢٣٣. والبداية والنهاية ٧ : ٣٦٠ ـ ٣٦١.