الذي تزعم أنّا نقول : إنّ يد الله مغلولة ... ) فقال أبو ذر : ( لو كنتم لا تزعمون لأنفقتم مال الله على عباده ، ولكني أشهدُ لسمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : « إذا بلغ بنو أبي العاص ثلاثين رجلاً جعلوا مال الله دولاً ، وعباد الله خولاً ، ودين الله دخلاً » فقال عثمان : ( ويلك يا أبا ذر ! أتكذب على رسول الله ) .. فقال أبو ذر : ( أحدثكم أني سمعت هذا من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ثم تتهمونني ! ما كنت أظنَّ أني أعيش حتى أسمع هذا من أصحاب محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ) (١).
هذا وقد قال الصادق الأمين صلىاللهعليهوآلهوسلم في حقّ أبي ذر : « ما أظلت الخضراء ولا أقلّت الغبراء أصدق لهجة من أبي ذر ». والأدهى من ذلك هو طرد أبي ذرّ من مدينة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم على يد طريد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وابن طريده مروان بن الحكم (٢).
واشتد الطعن على عثمان ، ففي ذات مرّة صلّى عثمان بالناس ، فلما كبَّر قالت عائشة : ( يا أيُّها الناس ... تركتم أمر الله وخالفتم عهده ) ، ثم صمتت وتكلمت حفصة بمثل ذلك ، فلما أتم عثمان الصلاة أقبل على الناس ، وقال : ( إنَّ هاتين لفتّانتان ، يحلّ لي سبُّهما ، وأنا بأصلهما عالم ) (٣).
وتجاوز الطعن إلى التصريح بكفر عثمان من قبل إحدى نساء النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وهي عائشة حيثُ كانت تفتي بقتله وتقول : ( اقتلوا نعثلاً فقد كفر ) (٤).
__________________
(١) شرح نهج البلاغة ٣ : ٥٥ ـ ٥٦.
(٢) تاريخ اليعقوبي ٢ : ١٧١ ـ ١٧٣. وتاريخ المدينة ٣ : ١٠٣٤. والرياض النضرة ٣ : ٨٣.
(٣) شرح نهج البلاغة ٩ : ٥.
(٤) تاريخ الطبري ٤ : ٤٥٩. والكامل في التاريخ ٣ : ٢٠٦.