الفكر الديني لمحمد إقبال الذي رفع في مقدمته لواء التجديد حيث يقول ( حاولت في هذه المحاضرات .. بناء الفلسفة الدينية الإسلامية بناء جديداً آخر يعني الاعتبار المأخوذ في فلسفة الإسلام إلى جانب ما جرى على المعرفة الإنسانية من تطور في نواحيها المختلفة ) (١).
لكن يبدو انه ركز على جانب واحد وهو ما يسميه بالتجربة الدينية والأبعاد النفسية للتدين. ويكون العنوان ( احياء الفكر الديني ) شعاراً يفتقد إلى مضمون وبرنامج حقيقي شامل للتجدد.
رغم عمق هذه المحاولات وغيرها في قراءة العقيدة الإسلامية في ضوء ثقافة العصر والمستوى الفكري للمرحلة ونتاجها العلمي والنفسي والفلسفي والخروج من طوق الجمود والتخلف الذي حاصر الفكر الإسلامي قروناً طويلة مكرساً فهم الآباء الذي اكتسب اطلاقاً زمانياً ، إلاّ أن هذه المحاولات بقيت قاصرة عن إحداث نقلة حقيقة في منهج علم الكلام إلى أن ظهرت محاولات أخرى تعد حقاً خطوات جبارة على طريق النهضة والتجديد وبرز في هذا الاتجاه أسماء لامعة لعبت دوراً بارزاً على هذا الصعيد منها : السيد محمد حسين الطباطبائي ( قدس سره ) والشهيد مرتضى مطهري ( قدس سره ) كرائدين مهمين من رواد مرحلة الانبعاث وعودة الوعي.
وبين هؤلاء الرواد يبرز محمد باقر الصدر الذي يلتقي معهم في هذا
__________________
١ ـ محمد اقبال ، تجديد الفكر الديني في الإسلام ، ترجمة عباس محمود ، لجنة التأليف والترجمة والنشر ، مصر ، ١٩٥٥ ص ٢.