فَمَا هي المفايهم والمضامين الفكرية والحضارية لأصول الدين؟
أدرك القدماء أهمية التوحيد ومحوريته لكل الأصول الأخرى فسمّوه : أصل الأصول. واطلق على العقائد اسم ( علم التوحيد ) لأن الأصول الأخرى متوقفة عليه. وعرّف بعضهم علم الكلام بأنه العلم الذي يبحث عن ذات الله وصفاته وأفعاله. ويندرج تحت أفعاله : النبوة والإمامة والمعاد لأنها تمثّل تجليات الفعل الإلهي في الكون والحياة وما بعد الحياة.
يلتقي باقر الصدر مع رؤية القدماء حول مركزية التوحيد ويفجر في كتاباته مفاهيم عديدة وتصورات مستجدة تواكب المعركة التي يعيشها الإسلام في عصره الحالي ولحظته التاريخية كما أنه استدل على هذا الأصل بأدلة مبتكرة .. أسست أو على الأقل ساهمت في تأسيس أسلوب جديد في اثبات الصانع :
ويمكن أن نختار القضايا التالية كعنوان للتجديد في مستوى هذا الأصل وكميزان للوعي التوحيدي ومداه الذي بلغه في هذه البحوث :
أولا : الايمان بالله وأدلة اثبات الصانع :
يعتبر باقر الصدر الايمان بالله ترجمان لنزوع أصيل في الانسان إلى التعلق بخالقه ولسان وجدان راسخ يدرك فطرته علاقة الانسان بربه وكونه ، فالتدين والاعتقاد بالخالق توصل إليه الإنسان منذ أمد قبل أن