على طريق التجديد الكلامي
هذه هي معالم التجديد منهجياً ومفاهيمياً في البحث العقائدي ، كما حاولت الدراسة الكشف عنها في منحى تحليلي ، وباستقراء النتاج العلمي في مجال البحث العقائدي بعد باقر الصدر وعلى امتداد الساحة الإسلامية بمختلف مذاهبها نلمس بوضوح أن هذا الإنتاج العقائدي لم يستفد جيداً من هذه النقلات المنهجية الهامة التي أسسها باقر الصدر ولم يعمّق كثيراً هذه التحولات.
إن هذا القصور للأسف يواجهنا أيضاً في كل المجالات الفكرية الأخرى : في نظرية المعرفة والمذهب الاقتصادي والنظرية السياسية ، والنظرية الاجتماعية .. الخ. ان الساحة الفكرية لم تشهد من بعده نقلة نوعية حقيقة ولا يزال الفكر الإسلامي يتحرك في حدود الآفاق التي رسمها باقر الصدر بريشة عبقريته وإبداعه ، بل بدونه أحياناً حيث نرصد تراخياً وركوداً فكرياً.
إن أطروحة الصدر الكلامية لا تزال تختزن داخلها مشاريع عدة تستوجب جهوداً كبيرة لتفجيرها والرقي بالطرح العقائدي إلى مستويات أعلى