قادرة على مقارعة كل التيارات المستحدثة واقتحام كل الساحات الفكرية والفضاءات الثقافية وتحدي كل المشاريع المضادة ..
وهذا الجهد مر حتماً عبر تمثل واستيعاب تفاصيل هذه الاطروحة الصدرية ثم قراءتها نقدياً ( كما مر معنا في المقدمة ) قراءة تتخطى النزعة الاستصحابية التي تحاول تجميد الفكر في مرحلة ما .. وتحول ابداع باقر الصدر إلى عائق معرفي يحول دون نهضة جديدة .. ودرجات أعلى من تكامل الفكر ونضوجه.
إن باقر الصدر نفسه يعلمنا ان نتخلص من هذه النزعة المدمرة التي تجعل من الماضي حالة تكرارية نقف عندها .. دون تخطيها إلى أفق أعلى : ( وهذه النزعة الاستصحابية إلى ما كان والحفاظ على ما كان تجعلنا غير صالحين لمواصلة مسؤولياتنا وذلك لأن اساليب العمل ترتبط بالعلم وترتبط بمنطقة العمل ... هذه الامة التي تريد ان تزرع فيها الخير التقوى الورع الايمان هذه الأمة ليست لها حالة واحدة ... الامة تتغير .. نعم إسلامك لا يتغير لكن الامة تتغير .. الأمة اليوم غير الأمة بالأمس في مستواها الفكري في مستواها الأخلاقي .. لابد لنا ان نتحرر من النزعة الاستصحابية من نزعة التمسك بما كان حرفياً بالنسبة إلى كل أساليب العمل .. هذه النزعة الاستصحابية التي تجعلنا دائماً نعيش مع أمة قد مضى وقتها مع أمة قد ماتت وانتهت ظروفها وملابساتها لأننا نعيش بأساليب منسجمة مع أمة تلك الأمة لم يبق منها أحد .. تلك انتهت وحدثت أمة أخرى ذات