بحث الصفات لا ينفك في الحقيقة عن الذات ( إلاّ لضرورة منهجية ) حتى ان الدليل الاستقرائي في مقام إثبات الصانع بالنتيجة لا يسعه إلاّ أن يتجه للترجيح فاليقين بفرضيته وجود ذات حكيمة (١) وهذا الاتحاد بين الذات والصفات ليس غريباً على العدلية عموماً والإمامية خاصة الذين آمنوا إن صفاته عين ذاته.
اتجه البحث الكلامي القديم إلى تقسيم الصفات ( صفات ذات ، صفات افعال ) ( صفات ثبوتية / صفات سلبية ) ... ( صفات اضافية / صفات نفسية ) ... الخ ... وإلى تعداد هذه الصفات وكيفية اجرائها على المولى بطريقة لا يلزم منها نسبة النقص إليه ... وفي ضوء هذه المطالب الأساسية للبحوث القديمة ... انقلب الأمر رأساً على عقب ... وصار التوحيد مثار جدل وفُرقة وتَمذهُبْ وصفات الله طريق للتكفير ... والتفريق ... عوضاً أن تكون قاعدة للتقريب والتوحيد النفسي والاجتماعي ... لقد غفل البحث القديم عن مسألة مركزية وهي قيمة البحث عن الصفات ولماذا نريد معرفتها؟ وهل علاقتنا بصفات الله كعلاقة اليونان باسماء آلهتهم؟ يؤكد باقر الصدر : ( إن عقيدة التوحيد تعلمنا أن نتعامل مع صفات الله وأخلاق الله لا بوصفها حقائق غيبية
__________________
١ ـ انظر الاسس المنطقية للاستقراء ، ص ٤٤١ ـ ٤٥١.