منفصلة عنا كما يتعامل فلاسفة الإغريق وإنما نتعامل مع هذه الصفات بوصفها رائداً عملياً بوصفها هدفاً لمسيرتنا العملية بوصفها مؤشرات على الطريق الطويل للإنسان نحو الله سبحانه وتعالى ) (١) ... لقد حول الجدل الكلامي البحث في الصفات إلى تجريد ذهني صرف ... وتكريس لاهوتي للاله ... بعيداً عن الإنسان وهمومه ومشاكله.
ان باقر الصدر في مجال نظريته حول المثل الأعلى المطلق والارتباط بالله شرح العلاقة بالصفات بأنها تكريس وجهاد من أجل الانسان لمّا كانت الصفات تمثّل هدفاً للمسيرة وغاية يتحرك نحوها الإنسان لا على المستوى الفردي بل على مستوى الأمة أيضاً ( وهنا يأتي دور الدولة الإسلامية لتضع الله هدف للمسيرة الإنسانية وتطرح صفات الله وخلاقه كمعالم لهذا الهدف الكبير فالعدل والعلم والقدرة والقوة والرحمة والجود تشكل بمجموعها هدف المسيرة للجماعة البشرية الصالحة وكلما اقتربت خطوة نحو هذا الهدف وحققت شيئاً منه انفتحت أمامها آفاق أرحب وازدادت عزيمة وجذوة لمواصلة الطريق ) (٢) ...
إن التخلق باخلاق الله وتكريس صفاته في الحياة ومسيرة الفرد والمجتمع تعني إرساء نظم اجتماعية وعلاقات بعيدة عن الظلم والعجز والجهل ( فالسير نحو مطلق كله علم ، كله قدرة ، كله عدل ، وكله غنى
__________________
١ ـ محمد باقر الصدر ، المدرسة القرآنية ، م. س ، ص ١٩٣.
٢ ـ محمد باقر الصدر ، الإسلام يقود الحياة ، م. س ، ص ٢٠٠.