يبقى قاصراً عن إرساء المعالم التفصيلية للتشريع الذي يستجيب لحاجات الفرد والجماعة الواقعية والذي يحقق التوازن بين الفرد المجموعة ولا يخضع للهوى وإيحاءات المصلحة الضيقة ولا يسقط في حبائل الميولات الفئوية والعرقية والعشائرية إن النبوة برفضها أي سيادة وأي سلطة إلاّ لله وانه وحده مصدر السلطات تكون أنجزت ما يعتبرها باقر الصدر ( اعظم ثورة شنها الأنبياء مارسوها في معركتهم من أجل تحرير الإنسان وتعني هذه الحقيقة أن الإنسان حرّ ولا سيادة لانسان آخر أو لطبقة أو لأي مجموعة بشرية عليه وإنما السيادة لله وحده وبهذا يوضع حد نهائي لكل ألوان التحكم وأشكال الاستغلال وسيطرة الإنسان على الإنسان ) (١).
( لقد أعطى الأنبياء لهذه الحقيقة ( تحرير الإنسان من أي سيادة اخرى وسلطة اخرى ) مدلولها الموضوعي المتمثل في الشريعة النازلة بالوحي من السماء فلم يعد بالامكان ان تستغل لتكريس سلطة فرد أو عائلة أو طبقة بوصفها سلطة الهية ) (٢).
تُعَدُّ الإمامة السبب الرئيسي في النزاعات والخلافات والحروب التي مزقت المسلمين حتى قال الشهرستاني : ( وأعظم خلاف في الامة خلاف الإمامة وما سل سيف في الإسلام على قاعدة دينية مثل ما سل على
__________________
(١) و (٢) ـ م. ن ، ص ٢١ ـ ٢٢.