الناس والمثل الأعلى المطلق للمسيرة الانسانية هي الأقدر على قيادة الجماهير وتنظيم قواها ودفعها إلى الأمام نحو الغايات السامية الواقعية والسعادة الحقة لذلك فإن القيادة من لوازم النبوة التي لا تنفك عنها والتي تفرضها المهمة الأساسية لها المتمثلة في ( الشهادة ) على خط خلافة الإنسان ويتمثل هذا الدور في الأبعاد التالية (١) :
اولا : استيعاب الرسالة السماوية.
ثانياً : الاشراف على ممارسة الإنسان لدوره في الخلافة.
ثالثاً : التدخل لمقاومة الانحراف واتخاذ كل التدابير الممكنة من أجل سلامة المسيرة.
وكمدلول واقعي لهذه القيادة وانسجاماً مع هذه الأدوار للنبوة يعتقد الصدر أن الدولة ظاهرة نبوية يقول ( فمن ناحية تكون الدولة ونشوئها تاريخياً نرفض إسلامياً نظرية القوة والتغلب ونظرية التفويض الالهي الاجباري ونظرية العقد الاجتماعي ونظرية تطور الدولة عن العائلة ونؤمن بأن الدولة ظاهرة نبوية وهي تصعيد للعمل النبوي بدأت في مرحلة معينة من حياة البشرية ) (٢).
هـ ) النبوة والعدالة الاجتماعية : لم يستطع القانون الوضعي ... على طول التاريخ أن يحقق العدالة الحقة ... فالعقل البشري رغم عظمته
__________________
١ ـ م. ن ، ص ١٦٣.
٢ ـ م. ن ، ص ٢٩.