أفكار أخرى ذات اتجاهات أخرى وملابسات أخرى ) (١) فباقر الصدر كما نستشف من خلال هذه الكلمات لا يريد أن يكون نموذجاً معاصراً لتجربة الطوسي في التاريخ حيث جمدت حركة الاجتهاد بعده وطيلة مائة سنة تقريباً .. إلى أن جاء ابن أدريس وناقش افكار الشيخ الطوسي ( قدس سره ) .. وتخطى .. المستوى العملي الذي بقي مفروضاً على العقول طيلة هذه السنين (٢).
نعم انه من الطبيعي أن المجددين الكبار يرحلون قبل أن يتموا مشاريعهم الكبرى لأن مشاريعهم الفكرية والحضارية هي دوماً أكبر من اعمارهم وتحتاج إلى أجيال عديدة تستوفي اغراضها على أيديهم .. ولكن مع ذلك .. لابد من توجه صادق وقوي نحو هذه المهمة حتى نحقق بعد سنين نتائج مثمرة على هذا الطريق.
وفي انتظار جهد علمي مدروس ، وعمل مؤسساتي مركز لقراءة نقدية لفكر باقر الصدر في شتى فروعه في انتظار ان يتحرك المشروع الفكري الذي أسسه باقر الصدر خطوات إلى الامام ويحلق بالمسيرة إلى أفق أعلى في انتظار كل ذلك نقول من أعمق الأعماق :
سلام عليك باقر الصدر يوم ولدت وسلام عليك يوم استشهدت
__________________
١ ـ فقرات : من المحاضرة الثانية من محاضرات المحنة.
٢ ـ لاحظ تحليل هذه الظاهرة بقلم الشهيد الصدر في كتابه المعالم الجديدة للأصول : من ص ٦٨ إلى ص ٨٠ ( دار التعارف للمطبوعات ).