اللازمة ضد ذلك وكلما وقع في التجربة الإسلامية والعقيدية من محنة ومشكلة وعجزت الزعامات المنحرفة عن علاجها بحكم عدم كفاءتها بادر الأئمة ( عليهم السلام ) تقديم الحل ووقاية الأمة من الأخطار التي كانت تهددها ) (١). وهناك دور مشترك آخر يشير إليه باقر الصدر : ( هو جانب رعاية الشيعة بوصفهم الكتلة المؤمنة بالإمام ( عليه السلام ) والإشراف عليها بوصفها المجموعة المرتبطة به والتخطيط لسلوكها وحياتها وتنمية وعيها وإسعافها بكل الأساليب التي تساعد على صمودها في خضم المحن وارتفاعها إلى مستوى الحاجة الإصلاحية إلى جيش عقائدي وطليعة واعية ) (٢).
في ظل هذا الاعتقاد بالدور الايجابي للأئمة ( عليهم السلام ) ووحدة هدفهم وتنوع ادوارهم وفق ما تمليه خصوصيات المرحلة الظرفية لكل امام يطرح باقر الصدر أَدْوَاراً ثلاثة أو مراحل ثلاث لخط الامامة في التاريخ.
ـ الدور الأول : مرحلة تفادي صدمة الانحراف نتيجة المسار الذي اتخذته الاحداث عقيب وفاة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) هذه الصدمة التي تجرع أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) مرارتها والتي كادت ان تعصف بالإسلام وأهله لولا الجهود التي بذلها ائمة أهل البيت ( عليهم السلام ) خصوصاً الإمام علي ( عليه السلام ) لتحصين الأمة والإبقاء على الرسالة نفسها.
يبدأ هذا الدور بعد وفاة الرسول ويستمر إلى حياة الإمام الرابع : زين العابدين ( عليه السلام ).
__________________
(١) و (٢) م. ن ، ص ١٤٤.