عيسى المسيح ( عليه السلام ) (١).
وأما إثبات هذه العقيدة من الكتاب المقدس ، ( والكلام للمسيحيين ) فالعهد القديم لم يوضح الثالوث الأقدس ، بل كان جل اهتمامه وهدفه هو أن يركز مفهوم وحدانية الله سبحانه في نفوس بني إسرائيل ، وكفهم عن عبادة الأوثان ، وهذا الموضوع احتاج إلى وقت طويل ليفهمه ويعتقده هذا الشعب ، فنحن نرى أن موسى ( عليه السلام ) عندما صار إلى ميقات ربه فتأخر ، رجع بني إسرائيل إلى عبادة العجل الذهبي ، فكانت عبادة الأوثان ما تزال مؤثرة في نفوسهم ، ولهذا فمن يطالع العهد القديم يرى بوضوح أن وحدانية الله بارزة في أكثر تعاليمه بل هي أول الوصايا ، كما ذكر في ( تث : ٦ ـ ٤ ) ( اسمع يا إسرائيل أن الرب إلهنا رب واحد ).
ولذا فنحن لا نعثر في العهد القديم على أي إشارة إلى هذا الثالوث ، نعم استعملت في العهد القديم كلمة ( الأب ) وأرادوا به الله سبحانه ، فهو أب الأبرار والصالحين ولكن كان يفهم منها المعنى المجازي لا الحقيقي ، وكذلك كلمة الابن هي الأخرى استعملت في العهد القديم وأيضا كان يفهم المعنى المجازي لا البنوة الحقيقية ، والروح القدس هو الآخر مذكور كثيرا ، ولكن له معاني كثيرة مختلفة ، إذ كان يقصد منه مثلا ، نفخة الحياة ، النفس ، الريح ، وغيرها ... وكأن الله
__________________
(١) المسيح في الفكر الاسلامي : ٢٥٨.