الصراع ومن هذا الارتباك والقلق الذي أجهدني ، وفي صباح اليوم التالي شعرت في نفسي بقوة عظيمة لم أعهدها من قبل ، وأحسست انشراحا عجيبا في صدري ، حطمت بها كل الحواجز والوساوس التي كان يضعها الشيطان في طريق هدايتي ، واتخذت أصعب قرار في حياتي بكل سكينة واطمئنان وقررت أن اعتنق الإسلام واتبع سبيل الحق ، وأترك دين آبائي وأجدادي التقليدي ، فبدأت حياتي الجديدة بهذه الولادة السعيدة.
وعكفت بعد هذا ولسنين على البحث والمطالعة بشكل دقيق ومكثف ، للتعمق في أصول الإسلام وفروعه وآرائه وأحكامه ، وكذلك بالبحث والتدقيق في ديانتي السابقة وبتعمق أكثر ، وقمت بالمقارنة بينهم من حيث العقائد والتعاليم فرأيت الحق واضحا جليا كنور الشمس ، وأيقنت أن العقيدة التي كنت أحملها ( المسيحية ) فيها من التناقضات ما يأبى العقل عن قبولها فيما كنا نعتبرها أسرارا لأن العقل لا يدركها ، كالتثليث والبنوة والتجسيد وغيرها من العقائد ، وعلى العكس من هذا وجدت الإسلام ، فكل عقائده تبتني على أدلة عقلية ولا سيما الأصل الذي تعتمد عليه وهو التوحيد إذ فيه من المعارف الإلهية ما يجعل الإنسان من خلال فهم تلك المعارف يعيش حياة توحيدية سعيدة في الدنيا قبل الآخرة.
وأعتقد أن التعصب الجهل واتباع الهوى والغفلة هي العوامل