في يثرب ، وكانوا إذا وقع بينهم نزاع ، توعدهم اليهود بأن نبيا سيبعث ، وقد أطل زمانه سنتبعه ونقتلكم قتل عاد وأرم ، ولما التقوا بالنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قالوا إنه النبي الذي كان اليهود يتوعدوننا به ، فلا يسبقونكم إليه ، فآمنوا به واتبعوه ، وعادوا إلى يثرب واستطاعوا من نشر هذه الدعوة هناك ، فأعتنق عدد من أهل يثرب الإسلام ، فلما كان العام الثاني جاء من يثرب اثنا عشر رجلا والتقوا بالنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بالعقبة فبايعوا الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وآمنوا به.
وبدأ الإسلام ينتشر شيئا فشيئا في يثرب ، وفي العام المقبل جاء أناس كثير من أهل يثرب لأداء مناسك الحج وللاستماع إلى دعوة النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فأمن الكثير منهم وكانت البيعة الثانية ، وبهذا بنيت أول قاعدة للإسلام في يثرب فأمر النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) المسلمين في مكة بالهجرة إلى يثرب ، ولم يبق في مكة سوى النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ووصيه علي بن أبي طالب وبعض المسلمين ، ثم هاجر النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) هو أيضا تاركا مكة إلى يثرب سنة ١٤ من البعثة ، واستقبل في يثرب استقبالا رائعا و بهذا انتهت المعاناة والشدائد الذي واجهها النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في مكة من قبل المشركين.
ولكن المشركين لم يقفوا مكتوفي الأيدي وقد تجرعوا كأس الذلة والهوان ، فاستمروا في محاربتهم للدعوة الإلهية من خلال