ضرب لها من دونهم حجابا تعبد الله سبحانه ، لا يدخل عليها المحراب إلا زكريا فيقول سبحانه : ( فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتا حسنا وكفلها زكريا كلما دخل عليها المحراب وجد عندها رزقا قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب ) (١).
ثم إن الله تعالى بشرها بولادة عيسى المسيح ( عليه السلام ) حيث أرسل الملاك إليها وهي محتجبة وقد تمثل لها بشرا فبلغها البشارة بأن الله سبحانه يهب لها طفلا مباركا يكون رسولا إلى بني إسرائيل وأخبرها بمنزلته العظيمة عند الله ، ثم نفخ فيها فحملت مريم ( عليها السلام ) بالمسيح ( عليه السلام ) حمل المرأة بولدها والقصة كما يذكرها القرآن هي :
( واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها مكانا شرقيا. فاتخذت من دونهم حجابا فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا. قالت أني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا. قال إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا. قالت أنى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر ولم أك بغيا. قال ربك هو علي هين ولنجعله آية للناس ورحمة منا وكان أمرا مقضيا ) (٢) ثم حان موعد الولادة المباركة
__________________
(١) آل عمران آية ٣٧.
(٢) سورة مريم آية ١٦ ـ ٢١.