ونقص ، فقد صور لنا المسيح ( عليه السلام ) نبيا ورسولا مباركا وديعا بارا ، لا جبارا ولا شقيا ، وعبدا موحدا خاضعا لله ، وغير مدع لشئ غير معقول من ألوهية أو اتحاد أو حلول ، ثم نجده في القرآن عزيزا محترما مرفوعا إلى السماء مصانا بالعزة الإلهية ، وأنه روح الله وكلمته وصنيعه ، ومستودع أسراره وحكمته.
وعلى العكس من ذلك نرى المسيح ( عليه السلام ) في العهد الجديد ، رجلا صانع للخمر وشريب لها (١) عاقا لأمه قاطعا ومفرقا للرحم ، مسرف يستأنس بمسح الامرأة الأجنبية ( الخاطئة ) لقدميه وتقبيلها وتدهينها بالطيب الغالي الثمن ، وأيضا أنه ملعون لأنه مصلوب على خشبة ، ويلصقون به الألوهية عنوة ، فهو الله وابن الله ، وغيرها من الأوصاف الكثيرة التي يرفضها العقل ويأباها.
فلا يبقى شك ولا ريب في أن ( بارقليطا ) الذي أشار إليه المسيح ( عليه السلام ) في الإنجيل والذي سيشهد له بالحق ( كما ذكر ذلك إنجيل يوحنا قائلا : ومتى جاء المعزي الذي سأرسله أنا إليكم من الأب روح الحق الذي من عند الأب ينبثق فهو يشهد لي أنظر : يوحنا : ١٥ : ٢٦ ـ ٢٧ ) هو النبي الخاتم محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) الذي شهد له بالحق ، ورفع قدره ، ونزه ساحته المقدسة عن كل
__________________
(١) أنظر : إنجيل متي : ١١ : ١٨ ـ ٢٠ لأنه جاء يوحنا لا يأكل ولا يشرب فيقولون فيه شيطان. وجاء ابن الإنسان يأكل ويشرب فيقولون هو ذا إنسان أكول وشريب خمر ، محب للعشارين والخطاة.