وأرادوا قتله ، صرخ بصوت معاتبا ربه لماذا تركه ، كما ينقل لنا ذلك متى في إنجيله أيضا ( أنظر متي : ٢٧ ـ ٤٦ ) ونحو الساعة التاسعة صرخ يسوع بصوت عظيم قائلا إيلي إيلي لما شبقتني أي إلهي إلهي لماذا تركتني. فلا أدري كيف يمكن تفسير هذه الحادثة ، فهل الموت بالنسبة للانسان المؤمن إلا انتقال من عالم إلى عالم آخر خير منه ، وهذا ما يؤكد عليه الإسلام ، فهذا وصي رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) علي ابن أبي طالب ينقل عنه كلمته المشهورة لابن أبي طالب أنس بالموت من الطفل بثدي مه ويقول الله سبحانه في القرآن الكريم : ( يا أيها الذين هادوا إن زعمتم أنكم أولياء لله فتمنوا الموت إن كنتم صادقين ) (١). فإن المؤمن يلتذ بالموت ولا سيما إذا كان قتلا في سبيل الله ، ولكننا نرى المسيح ( عليه السلام ) ( ابن الله ) يجزع منه حتى الموت.
وما هذا إلا غيض من فيض ومن شاء التعرف أكثر على شخصية المسيح ( عليه السلام في الأناجيل ، فليطالع العهد الجديد ليرى ما وصفت به المسيح ( عليه السلام ) من تناقضات في شخصيته ، وفي الواقع فإن القرآن الكريم هو الذي أجلى الحقيقة عن شخصية هذا النبي العظيم.
فالقرآن نزه ساحة عيسى المسيح ( عليه السلام ) عن كل شائبة
__________________
(١) سورة الجمعة الآية ٦.