اليهودية ، وكان يعرف اللغة الآرامية والعبرية واليونانية (١). وكان حارا حاذقا شديد الانفعال ، وكان من طبعه أنه لا ينقاد إلى الاتفاق مع الذين يخالفونه ، على أن الله قهر عنفه الطبيعي وحدة خلقه (٢).
والنقطة المهمة والمتيقن منها في حياة بولس هي أنه تبوأ مكانة عند علماء اليهود ، وعند ظهور الدعوة المسيحية شن حربا شعواء ضد المسيحيين ، فقد كان يضطهدهم كثيرا ، وكان من الذين ساقوا التهم إلى أول شهيد في المسيحية ( إستفانوس )! فكان شخصا متعصبا لليهودية ، وكان له النصيب الأوفر في ملاحقة أتباع المسيح ( عليه السلام ) وقطع دابرهم ، ولم يكتف بملاحقتهم في أورشليم بل لا حقهم خارجها أيضا.
فالتمس من عظيم الأحبار في أورشليم رسائل إلى مجامع دمشق حتى يسوق إلى أورشليم كل من كان على هذه الملة ، وفي طريقة إلى دمشق وحسب سفر أعمال الرسل : تراءى له يسوع المسيح ( عليه السلام ) وقاله له شاول ، وشاول لماذا تضطهدني فانقلب حاله ثم دخل دمشق وبعد ثلاثة أيام جاءه حننيا وعمده ، فتحول بولس من مضطهد إلى مناصر للمسيحية ، وبعدها أختاره المسيح ( عليه السلام ) ليبشر بالعقيدة المسيحية إلى الوثنيين.
__________________
(١) المسيح في الفكر الاسلامي : ص ١٣٩.
(٢) تفسير العهد الجديد ص ٣٧٥.