لهذه الأسفار مفقودة ، بل نسخ النسخ مفقودة كذلك ، حيث أن أقدم نسخة موجودة تعود إلى القرن الرابع الميلادي ، فلو سلمنا بأن مؤلفي هذه الأسفار قد كتبوها بالوحي الإلهي ، فهل من المعقول أن ندعي بأن النسخ المنقولة عن الأصل هي الأخرى قد نقلت بالوحي الإلهي ، ولم تتدخل الآراء والإبداعات للناسخ فيها من زيادة ونقيصة.
ولعدم توفر النسخ الأصلية ، فلا يمكن القطع بأن النص الأصلي لم يدخل عليه الزيادة والنقصان فلا يمكن التثبت من أن النسخ الموجودة بين أيدينا هي مطابقة تماما للنسخ الأصلية وخصوصا مع الجهل بالأشخاص الذين قاموا بنسخها وبعقائدهم.
ثانيا : أن الكنيسة الأولى وإلى القرن الرابع تقريبا ـ كما ذكرنا ـ لم تكن تعترف بأن هذه الكتب إنما كتبت بالإلهام والوحي الإلهي ، بل تم ذلك في مجمع نيقية المسكوني سنة (٣٢٥) ميلادية ، فقد تم جمع الكثير من الأناجيل والأسفار وتم اختيار هذه الأسفار وعددها (٢٧) ككتاب مقدس وملهم ، وأما الكتب الأخرى مع أنه قد كتب بعضها الرسل أنفسهم ( كإنجيل أو رسالة برنابا ) ولم تكن تغاير التعاليم الرسولية على حد زعمهم ، ولكنها رفضت وأهملت.
وهنا نستطيع التساؤل هل اختار هذا المجمع هذه الكتب