آخر في نفس المورد ، أو معنى واحد لقصة واحدة تنقل في أسلوبين.
مثلا : في قصة صلب عيسى ( عليه السلام ) تنقل بعض الأسفار أنه سقي خمرا مرا ، وفي البعض الآخر يقول خلا ، فهذه قصة واحدة ولكن تختلف من سفر لآخر ، فإذا كان الاثنان مكتوبين بالوحي الإلهي ، فيكون واحد منها صحيحا ( بحكم العقل ) لا كلاهما ، والأسفار مليئة بهذه التناقضات ، ولولا أن قصدي في هذا البحث الاختصار قد الإمكان لبينت العشرات من هذه الاختلافات في العهد الجديد وأكتفي هنا بذكر بعضها ومن أراد المزيد فليطالع العهد الجديد بنفسه :
١ ـ الاختلاف في نسب عيسى ( عليه السلام ) في الأناجيل ، ومهما حاول المسيحيون إيجاد تبريرات لهذه الاختلافات لم يتمكنوا من إيجاد جواب مقنع لها. إذ ينقل كتاب ( قاموس الكتاب المقدس ) ما نصه النسب المذكور في إنجيلي متي ولوقا هناك شئ من الصعوبة في فهم جدوليهما ، إذ نجد فروقا جمة فسرت تفاسير شتى. وهذه الفروق تبرهن استقلال كل من البشيرين عن الآخر في ما كتبه واعتماده على مصادر تختلف عن مصادر أخرى (١).
ويذكر ثلاثة آراء لهذه الاختلافات يبطل اثنين منها ويبقي الآخر ، ولكنه أيضا غير مقنع. فإن لوقا يذكر ٢٥ اسما بين داود
__________________
(١) قاموس الكتاب المقدس : ص ١٠٣٧.