( وَأَرْجُلَكُمْ ) هذا من المقدّم والمؤخّر في الكلام فكأنّه سبحانه قال : « فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق واغسلوا أرجلكم وامسحوا برؤوسكم » (١) ،.
وجوابه : أنّ أئمّة أهل البيت كالباقر والصادق عليهماالسلام أدرى بما في البيت ، وقد اتفقا عليهماالسلام على المسح ، وهل يمكن الاتفاق على المسح مع اعتقاد كبيرهم بالغسل ؟! إنّ المؤكّد هو أنّ هذه الرواية موضوعة عن لسان الإمام ليثيروا الشك بين اتباعه وشيعته.
٣ ـ ما روي عن عبد الله بن عمرو في الصحيحين قال : « تخلّف عنّا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في سفره ، فأدركنا وقد أرهقنا العصر ، وجعلنا نتوضّأ ونمسح على أرجلنا ، قال : فنادى بأعلى صوته : « ويل للأعقاب من النار » مرتين أو ثلاث (٢).
وجوابه : أنّ هذه الرواية على تعيّن المسح أدلّ من دلالتها على غسل الرجلين ، لأنّها صريحة في أنّ الصحابة يمسحون ، وهذا دليل على أنّ المعروف عندهم هو المسح ، وما ذكره البخاري من أنّ الإنكار عليهم كان
__________________
(١) جامع البيان ٦ : ١٧٣ وفيه : (( قرأ عَلَيّ الحسن والحسين رضوان الله عليهما ، فقرءا : ( وأرجلَكم إلى الكعبين ) فسمح عَلِيّ رضي الله عنه ذلك ، وكان يقضي بين الناس ، فقال : ( وأرجلِكم ) هذا من المقدم والمؤخر من الكلام )).
(٢) صحيح البخاري ١ : ٤٩ وصحيح مسلم ١ : ١٤٨.