فإن قلت : المدار على حجّية الأخبار المخالفة للقرآن.
قلت : تردّ على الله تعالى كلامه ، بل كلماته الّتي هي في غاية الكثرة؟! وتردّ على رسول الله صلىاللهعليهوآله أيضا ما قاله في خطبته بمنى ، حيث قال : « أيّها الناس ما جاءكم عنّي يوافق كتاب الله ، فأنا قلته ، وما جاءكم يخالف كتاب الله ، فلم أقله » (١) ، والخطبة مشهورة معروفة عند الكلّ؟! وتردّ أيضا على الأئمّة عليهمالسلام كلماتهم في أخبار لا تحصى ، عرفت بعضها؟!
وتعتذر في ردّك على الله وعليهم أنّ المدار على حجّية الأخبار المخالفة للقرآن!
أو ما يخاف أن يكون يعصي الله ورسوله والأئمة عليهمالسلام وبمجرّد العذر المذكور؟! ويعلم أنّ من يعص الله ورسوله صلىاللهعليهوآله فإنّ له نار جهنّم ، فضلا أن يعصي الأئمّة عليهمالسلام ، وقد ورد في عصيانهم ما ورد ، بل ورد في عصيان الله والمعصومين أشدّ ممّا ذكر وأشدّ ، ويجعل هذا العصيان للكلّ حكم الله تعالى؟ مع علمك بأنّ ( مَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ ) (٢) و ( هُمُ الظّالِمُونَ ) (٣) و ( هُمُ الْفاسِقُونَ ) (٤) أيضا ، ( آللهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللهِ تَفْتَرُونَ ) (٥). إلى غير ذلك من التخويفات الهائلة والتفريعات البالغة.
وفي الأخبار أشدّ من ذلك ، ثمَّ أشدّ ، ومنها ما ورد عن عليّ عليهالسلام في ذمّ فقهاء السوء من المطاعن الشديدة ، ومن جملتها : « يستحلّ بقضائه الفرج الحرام ،
__________________
(١) لاحظ! الكافي : ١ / ٦٩ الحديث ٥ ، وسائل الشيعة : ٢٧ / ١١١ الحديث ٣٣٣٤٨.
(٢) المائدة (٥) : ٤٤ ، وفيها ( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ ) ..
(٣) المائدة (٥) : ٤٥.
(٤) المائدة (٥) : ٤٧.
(٥) يونس (١٠) : ٥٩.