أشبه (١). لقد انتشرت التعاليم الأولية بالدرجة الأولى بين البدو في شبه جزيرة العرب والحسا الذين جذبهم إلى الإسلام في شكله الذي يدعو له الوهابيون بساطته وسهولته.
لكن أثر الوهابية كان أقل على الحضر (٢) وبالأخص سكان المدن في الحسا وذلك بفضل التأثير القوى الذي تمارسه كل من الهند وفارس اللتان ترتبط بهما هذه المنطقة بعلاقات تجارية منذ القدم، حتى إن هذا التأثير لم يقتصر على الأدوات واللوازم البيتية وعلى طراز البناء متمثلاً باستخدام العقادات التي ينعدم وجودها في أواسط شبه الجزيرة العربية فقط وإنما تعدى ذلك إلى اللغة التي هي هناك بعيدة عن النقاء الذي تتميز به في داخلية شبه الجزيرة. بل وحتى الملابس انعكس عليها الطراز الفارسي والهندي لذا فإننا نجد أن القميص البدوي الأبيض استبدل في الهفوف وضواحيها بدراعة ملونة في حين استعيض عن غطاء الرأس البدوي الكلاسيكي «الكوفية» أي المنديل الذي يثبت على الرأس بعقال من وبر الجمل، بعمامة كبيرة بيضاء أو ملونة.
وفي الهفوف يمكن أن نجد أيضاً أثراً طريفاً من آثار الماضي متمثلاً
______________________
(١) Historie des Wahabis Par L. A. Paris ١٨١٠ Chap. II.
(٢) لا يخفى ان هذين التبريرين السابق والآتي لا يصمدان عند أدنى تأمل حيث ان سهولة الحصول على الغنائم الغزو كانت سبب انضمامهم البدو إلى الوهابية لانه أباح لهم كل حرمة عبر التكفير وبهذا يتضح لماذا كان تأثيره على الحضر اقل كما ان الخوف من سيوفه المسلطة على رقابهم جعلت الكثير من البدو ينضمون إليه ونراهم عند الامن من سطوته واتباعه يعودون إلى حالهم الأول. حميد الدراجي.