الخيل التي تتميز على صغر حجمها بالقوة وجمال الشكل.
وهناك طريق آخر للقوافل يربط الهفوف بالقطيف قطعة بللگريف ( Palgrave ) في عام ١٨٦٣ فوصفه على النحو التالي: «يجري الطريق في البداية سهلاً على تربة رملية خفيفة تقطعها من حين لآخر مرتفعات من البازلت والأحجار الرملية. وتوجد في كل أنحاء الطريق آثار المياه الجوفية الغزيرة على عمق قليل تحت سطح الأرض ولذلك تكثر في الطريق النخيل القصيرة والشجيرات بل وحتى القصب الذي يحيط بمستنقع صغير ما مختف في إحدى الوهاد. وفي اليوم الثاني من خروجنا من الهفوف باتجاه الشمال الشرقي شاهدنا قمة هرمية الشكل ارتفاعها ٧٠٠ قدم هي جبل مشقر الذي يقع على بعد عشرة أميال إلى الجنوب من القطيف، ثم يرتفع الطريق بعد ذلك إلى هضبة تلال القطيف الواسعة والقليلة الارتفاع فتحل الأرض الصخرية السوداء اللون محل الرمال. وتقترب هذه التلال من القطيف اقتراباً شديداً ثم تنقطع فجأة عند ساحل البحر تقريباً حيث تقع المدينة المحاطة بالبساتين والغارقة بالخضرة» (١).
والقطيف مدينة قليلة العرض لكنها تحتل بالطول مسافة لا يستهان بها وهي محاطة بسور فيه أبراج ويكاد سورها يصل إلى المياه إذ أنه لا يترك بينه وبينها إلا شريطاً ضيقاً يختلط بالتدريج بمضاحل رملية طويلة يغطيها السعد والقصب.
وتتحول هذه المضاحل أثناء المد إلى أهوار غير صحية تسمم الهواء عند الجزر بالأبخرة الخانقة المتصاعدة من الوحل والأعشاب المائية.
وخليج القطيف الذي تحميه الجزر والرؤوس البحرية من الرياح
______________________
(١) W. Palgrave: Op. Cit. P. ١٩٠.