بحماس إلى حملة صليبية جديدة ضد الأتراک. ولکن زمن الاثارة الدينية کان قد ولى فلم تؤد جهودهم لإيقاظ الحمية المسيحية المتراخية إلى النتائج المرجوة.
لکن المنع الذي فرضه بابوات روما على التجارة مع المسلمين ظل قائماً، ولم يجرؤ على الخروج عليه وإقامة علاقات تجارية مع العثمانيين إلا الجنويون والبنادقة الذين کان استمرار التجارة مع الممتلکات البيزنطية السالبقة وعلى الأخص مع الشرق الادنى الذيکانت الجمهوريتان کلتاهما تحتکران التجارة فيه في القرن الثاني عشر مسألة حيوية للغاية بالنسبة لهم. ولم تکن المعاهدات التي عقدوها مع السلطان محمد الثاني في ١٤٥٤ ـ ١٤٥٥ إلا إعادة للوضع الذيکان سائداً في السابق، وباعتبار أن هذه المعاهدات ذات طابع تجاري بحت فإنها لم تضمن حتى ولو إشارة إلى الحماية الدينية.
ولا يصعب علينا، إذا أخذنا بنظر الاعتبار کل ما ورد ذکره أعلاه أن نتصور أي أثر صاعق ترکه على اوروبا الغربية وخصوصاً على البابا رئيسها الديني، الحلف الدفاعي والهجومي الذي عقده الملک الفرنسي فرانسوا الأول مع السلطان سليمان الفخم (١) الذي لم يفعل في هذه الحالة إلا أن قبل
______________________
(١) يطلق المؤرخون عدة ألقاب وصفات على السلطان سليمان منها سليمان العظيم وسليمان الفخم وسليمان المشرع أو القانوني بل حتى ان بعض المؤرخين الأتراک يطلقون عليه أسم سليمان الثاني على اعتبار ان سليمان الأول هو النبي سليمان بن داود ولاعتبارات أخرى أنظر: عبد العزيز محمد الشناوي؛ أوروبا في مطلع العصور الحديثة، الجزء الأول، القاهرة ١٩٦٩، ص٦٥٨ وکذلک الهامش رقم ١ في الصفحة نفسها ـ المترجم.