والقدرة ، فإمّا أن يكون كفوراً ، وكان جهولا عجولا ، وإمّا أن يكون شاكراً عالماً صبوراً.
وقد أتمّ الله الحجّة عليه ، بحجّة ظاهرية ، وهم الأنبياء والكتب السماوية والعلماء الصالحين ، وبحجّة باطنية وهو العقل والفطرة :
(وَللهِ الحُجَّةُ البالِغَةُ) (١).
فبعث الله (١٢٤) ألف نبيّ ـ كما جاء في رواياتنا ـ لهداية الإنسان وتربيته ، وليقيموا بين الناس بالقسط ، وليخرجونهم من الظلمات إلى النور.
فأوّل الأنبياء آدم أبو البشر (عليه السلام) ، وآخرهم خاتم النبيّين وسيّد المرسلين محمّد (صلى الله عليه وآله).
فجاء بدين الإسلام الحنيف للناس كافّة ، إلى يوم القيامة :
(لِيُظْهِرَهُ عَلى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ المُشْرِكونَ) (٢).
والإسلام إنّما هو مجموعة قوانين إلهيّة ـ اُصول وفروع ـ وضعها الله سبحانه لسعادة الإنسان ، وتعديل وتنظيم حياته الفردية والاجتماعية في كلّ المجالات والميادين ، إلاّ أنّ الطابع العامّ على الإسلام أنّه مدرسة أخلاقية وجامعة تربويّة ، فإنّ حدود الإسلام هي مكارم الأخلاق ، حيث حدّده النبيّ الأعظم (صلى الله عليه وآله) بفلسفة بعثته في قوله : « بُعثت لاُتمّم مكارم الأخلاق » ، وبهذا حدّد حقيقة الإسلام والاُمّة المسلمة. فالإسلام مدرسة (مكارم الأخلاق) ، وجهاده الأكبر جهاد النفس الأمّارة بالسوء ، والعالم بالله العارف بدينه هو المحور في ساحة الجهاد الأكبر وعليه تدور رحاها ، فالعلماء والصلحاء إنّما تشكّل سيرتهم امتداداً حقيقياً لصاحب الخلق
__________________
١ ـ الأنعام : ١٤٩.
٢ ـ التوبة : ٣٣.