هذا السيّد ، وملأ الناس طرف رداء الشيخ بالمال فأعطاه الشيخ للسيّد ثمّ وقف يصلّي.
وبمثل هـذا الحلم والخلق الحسن كان يتعامل مراجعنا العظام مع عوامّ الناس.
قال الشهيد الثاني في منيته في بيان ما يلزم المعلّم والمتعلّم وآدابهما في أنفسهما :
فالأوّل : ما يجب عليهما إخلاص النيّة لله تعالى في طلبه وبذله ، فإنّ مدار الأعمال على النيّات ـ ثمّ يذكر الإخلاص من خلال القرآن الكريم والروايات الشريفة ـ.
ثمّ يتعرّض للأمر الثاني : وهو استعمال العلم.
ثمّ الأمر الثالث : التوكّل على الله سبحانه.
والرابع : حسن الخلق زيادة على غيرهما من الناس والتواضع وتمام الرفق وبذل الوسع في تكميل النفس. روى معاوية بن وهب ، قال : سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول : اطلبوا العلم وتزيّنوا معه بالحلم والوقار ، وتواضعوا لمن تعلّمونه العلم ، وتواضعوا لمن طلبتم منه العلم ، ولا تكونوا علماء جبّارين ، فيذهب باطلكم بحقّكم. وروى الحلبي في الصحيح عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : ألا اُخبركم بالفقيه حقّ الفقيه؟ من لم يقنّط الناس من رحمة الله ، ولم يؤمّنهم من عذاب الله ، ولم يرخّص لهم في معاصي الله ، ولم يترك القرآن رغبةً عنه في غيره ، ألا لا خير في علم ليس فيه تفهّم ، ألا لا خير في قراءة ليس فيها تدبّر ، ألا لا خير في عبادة ليس فيها تفكّر.
واعلم أنّ المتلبّس بالعلم منظور إليه ، ومتأسّى بفعله وقوله وهيئته ، فإذا