في مطالعة الكتب العلميّة ـ غير المتهجّدين ـ فقلّما خرج منهم صاحب ملكة مستقيمة ، نعم ، ربما يوجد فيهم مشكّك مدقّق ، ولكن لا يكون محقّقاً ، ولا يكون في علمه بركة كاملة ، بل يقلّ خيره ونوره ولا يوفّق لفوائد هذا العلم.
وهذه زينب الكبرى ، الصدّيقة الصغرى ، العالمة غير المعلَّمة ، في مثل ليلة الحادي عشر من يوم الطفّ وتلك الرزيّة العظمى تصلّي صلاة الليل من جلوس لانهيار طاقتها ، فلم تترك التهجّد.
وما ألذّ تلك السويعة الروحانيّة التي يقوم فيها طالب العلم لأداء صلاة الليل وليخلو بحبيبه ربّ العالمين.
وهذا السيّد الإمام الخميني (قدس سره) منذ شبابه وحتّى آخر أيّامه لم يترك صلاة الليل سواء في حالة الصحّة أو المرض ، وفي السجن وغيره ، حتّى في الطائرة التي نقلته إلى إيران أيّام الثورة.
وهذا سيّدنا الاُستاذ آية الله العظمى السيّد النجفي المرعشي يوصي ولده أن يدفن معه سجّادته التي صلّى عليها سبعين سنة صلاة الليل.
وجاء في ترجمة آية الله الملكي التبريزي أنّه قبل أذان الصبح كان يقوم لصلاة الليل بالبكاء والنحيب.
والمحدّث القمّي (قدس سره) كان في كلّ أيّام السنة في الفصول الأربعة يستيقظ قبل طلوع الفجر بساعة على الأقلّ ، ويشتغل بالصلاة والتهجّد. يقول ابنه الكبير : في حدود ما أتذكّر لم يفته قيام آخر الليل حتّى في الأسفار ، كان ملتزماً بذلك.
كان الشيخ محمّد الأشرفي عليه الرحمة من تلامذة سعيد العلماء ، يشتغل من منتصف الليل حتّى الصباح بالتضرّع ومناجاة الله عزّ وعلا ، ويلطم على صدره ورأسه ، وعندما يطلع الصباح يكون في غاية الضعف ، بحيث أنّ من لا يعرفه كان