يتصوّر إذا رآه أنّه غادر فراش المرض الآن.
أجل ، كما يقول مولانا أمير المؤمنين عليّ (عليه السلام) : قد براهم الخوف بَرْي القداح ، ينظر إليهم الناظر فيحسبهم مرضى ، وما بالقوم من مرض (١).
كان آية الله العظمى الشيخ جعفر كاشف الغطاء في العبادة وصفاء الباطن وحالة التضرّع والبكاء بين يدي الله تعالى والتهجّد وقيام الليل والدعاء والمناجاة أحد أوتاد الدهر ، وكان يبذل جهده مهما استطاع حتّى لا يفوته عمل مستحبّ.
وفي إحدى أسفاره زار (رشت) من مدن إيران فاُخبر أنّ أئمّة الجماعات لا يصلّون النوافل ، فقال : لا تقتدوا خلف من لا يصلّي النوافل ، وعندما سمع أئمة الجماعة ذلك التزموا بالنوافل.
ويقول ولده الشيخ حسن : كان من عادة والدي كلّ ليلة قبل السحر أن يوقظ العيال والأطفال جميعاً لصلاة الليل ، وكان الجميع يستيقظون.
وآية الله النجفي القوجاني صاحب (سياحة الشرق وسياحة الغرب) ، يقول عن أيّام دراسته في إصفهان : في هذه الغرفة الجديدة التي كانت متّصلة بغيرها من الغرف ، فتحنا في وسط المشكاة ثقباً ، ومددنا منه حبلا ، كان أحد طرفيه في غرفة صديقي ، وطرفه الآخر في غرفتي ، كان صديقي وقت النوم يربط ذلك الطرف بيده ، وأربط أنا هذا الطرف بيدي ، حتّى إذا ما استيقظ أحدنا سحراً لصلاة الليل يستيقظ الآخر بواسطة هذا الحبل بدون أيّ صوت حذراً من أن يستيقظ طالب آخر على صوتنا ، ولا يكون راضياً بذلك.
كان بعض الأعلام يقرأ دعاء أبي حمزة الثمالي في صلاة الليل.
__________________
١ ـ نهج البلاغة ، صبحي الصالح : ٣٠٤ ، خطبة همام ١٩٣.