هنيئاً لهذه الكواكب الدرّية في الليالي المظلمة الذين كانوا مصداق قوله تعالى :
(كانوا قَليلا مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعونَ وَبِالأسْحارِ هُمْ يَسْتَغْفِرونَ) (١).
يقول آية الله الملكي التبريزي (رحمه الله) : كان لي شيخ جليل عارف قدّس الله تربته ـ المراد آية الله الشيخ حسينقلي الهمداني ـ ما رأيت له نظيراً ، سألته عن عمل مجرّب يؤثّر في إصلاح القلب وجلب المعارف ، فقال قدّس سرّه العزيز : ما رأيت عملا مؤثّراً في ذلك مثل المداومة على سجدة طويلة في كلّ يوم وليلة مرّة واحدة يقال فيها :
(لا إلـه إلاّ أنْتَ سُبْحانَكَ إنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمينَ).
يقوله وهو يرى نفسه مسجونة في سجن الطبيعة ، ومقيّد بقيود الأخلاق الرذيلة مقرّاً بأ نّك يا إلهي لم تفعل ذلك بي ولم تظلمني وإنّما أنا الذي ظلمت نفسي ، وأوقعتها في هذه الهوّة ، بالإضافة إلى قراءة سورة القدر في ليلة الجمعة وفي عصرها مئة مرّة. انتهى كلامه رفع الله مقامه.
أقول : عن بعض مشايخي في السير والسلوك ، إنّ هذه الآية والتي تسمّى بالذكر اليونسي من قالها كما وردت فإنّه يبتلي بالهمّ والغمّ ، بل لا بدّ من إكمالها إلى قوله تعالى :
(وَكَذلِكَ نُنْجي المُؤْمِنينَ).
ثمّ فيها أعداد خاصّة ، فمنها أربعمائة ، واُخرى ألف وواحدة ، وربما أربعة آلاف مرّة ، فيحتاج الذاكر إلى اُستاذ وحكيم يرشده ويجيزه ، فإنّ في ذلك الأثر
__________________
١ ـ الذاريات : ١٧.