وهذا شيخنا الأنصاري (قدس سره) إضافة على العبادات التي كان مواظباً عليها يومياً إلى آخر عمره الشريف من الفرائض والنوافل الليليّة والنهاريّة والأدعية والتعقيبات إضافة على ذلك ، كان يقرأ في كلّ يوم جزء من القرآن ويصلّي صلاة جعفر الطيّار ويقرأ الجامعة الكبيرة وزيارة عاشوراء.
وهذا هو العلاّمة الطباطبائي صاحب الميزان يحدّثنا عنه تلميذه ، أنّه كان من أهل الذكر والدعاء والمناجاة ، كنت أراه في الطريق كان في الغالب مشتغلا بذكر الله ، وفي الجلسات التي اشتركت فيها بين يديه ، عندما يخيّم السكوت على المجلس كانت شفتاه تتحرّكان بذكر الله ، وكان متلزماً بالنوافل ، وكان أحياناً يرى في الطريق يصلّي النافلة. كان يحيي ليالي شهر رمضان ، يطالع قليلا ، ويقضي باقي الوقت في الدعاء وقراءة القرآن والصلاة والأذكار.
وهذا صاحب الرياض على كبر سنّه دخل الحوزة ، ونال ما نال من العلم بالدعاء والعبادة والتوسّل بأهل بيت النبوّة (عليهم السلام).
ولو أردنا أن نذكر تراجم سلفنا الصالح في توجّههم للعبادة والدعاء والأذكار لاستدعى ذلك إلى مؤلّفات قطورة ، إنّما نكتفي بهذه النماذج الطيّبة ، ومن أراد الله هدايته يشرح صدره للإسلام ولنور العلم النافع والعمل الصالح ، وتكفيه هذه المواعظ إن كان من أهلها ، والله الموفّق والمعين.
ثمّ لا يخفى أنّ بعض الطلاّب بمجرّد أن تعلّم بعض المصطلحات يبتلى بالتكبّر ، فيترك جانب العبادة مدّعياً أنّ ذلك شغل العجائز ، وأنّه أمرٌ مستحبّ ، ولا يدري أنّ فطاحل العلم وأساطين الفقه والاُصول كان من دأبهم الدعاء والعبادات والزيارات ، والبعض الآخر يدّعي أنّ العلم هو الحجاب الأكبر فيفرط في العبادات غافلا عن العلم والتعليم والتعلّم ، فلا يدرسون أو يكتفوا بدرس واحد ، ويقضون