فوتها راحة وكونها آفة ، وتكون أبداً هارباً من الآفة ، معتصماً بالراحة.
وقال الإمام الصادق (عليه السلام) حينما سئل عن الزاهد في الدنيا؟ قال : الذي يترك حلالها مخافة حسابه ، ويترك حرامها مخافة عذابه.
ويقول زين العابدين (عليه السلام) : إنّ علامة الزاهدين في الدنيا الراغبين في الآخرة تركهم كلّ خليط وخلل ، ورفضهم كلّ صاحب لا يريد ما يريدون ، ألا وإنّ العامل لثواب الآخرة هو الزاهد في عاجل زهرة الدنيا.
عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) في حديث أنّه قال : قلت : يا جبرائيل : فما تفسير الزهد؟ قال : الزاهد يحبّ من يحبّ خالقه ويبغض من يبغض خالقه ، ويتحرّج من حلال الدنيا ولا يلتفت إلى حرامها ، فإنّ حلالها حساب وحرامها عقاب ، ويرحم جميع المسلمين كما يرحم نفسه ، ويتحرّج من الكلام كما يتحرّج من الميتة التي قد اشتدّ نتنها ، ويتحرّج عن حطام الدنيا وزينتها كما يتجنّب النار أن تغشاه ، ويقصر أمله ، وكان بين عينيه أجله.
يقول الإمام الصادق (عليه السلام) : الزاهد الذي يختار الآخرة على الدنيا ، والذلّ على العزّ ، والجهد على الراحة ، والجوع على الشبع ، وعاقبة الآجل على محبّة العاجل ، والذكر على الغفلة ، ويكون نفسه في الدنيا وقلبه في الآخرة.
قال أمير المؤمنين علي (عليه السلام) : « لا يكون زاهداً حتّى يكون متواضعاً ».
« ويقول في صفة الزهّاد ، كانوا قوماً من أهل الدنيا وليسوا من أهلها ، فكانوا كمن ليس منها ، عملوا فيها بما يبصرون ، وبادروا فيها ما يحذرون ، تقلّب أبدانهم بين ظهرانيّ أهل الآخرة ، يرون أهل الدينا يعظمون موت أجسادهم ، وهم أشدّ إعظاماً لموت قلوب أحبّائهم ».
« إنّ الزاهدين في الدنيا تبكي قلوبهم ، وإن ضحكوا أو يشتدّ حزنهم وإن