وإنّما تثمر مع الزهد ، كما قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : « مع الزهد تثمر الحكمة ».
ومنها : الصبر ، الذي هو أساس الأخلاق ، قال الإمام الكاظم (عليه السلام) : « إنّ أصبركم على البلاء لأزهدكم في الدنيا » ، فبين الزهد والصبر تلازم ، فمن صبر زهد ، ومن زهد صبر.
ومنها : اجتناب الحرام وترك المعاصي ، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : « أزهد الناس من اجتنب الحرام » ، فالزهد يوجب ترك الحرام وترك الحرام يوجب الزهد.
وهناك فوائد وثمرات كثيرة لمن زهد في هذه الدنيا الدنيّة وزخرفها وزبرجها ، ويكفي في دناستها وخسّتها ، أنّها مطلوبة الظالمين والفاسقين والكفّار والمنافقين.
الله الله في الزهد ، فلا يفتنك يا طالب العلم ، أيّها الأخ العزيز ، فكما قال مولانا وإمامنا الصادق (عليه السلام) : « ألا من صبّار كريم ، وإنّما هي أيّامٌ قلائل ».
فعلينا أن نصبر في هذه الأيّام القلائل لسنين ، صبروا أيّاماً قليلة وأعقبتهم أيّاماً طويلة في راحة وجنّة نعيم ، عند مليك مقتدر في مقعد صدق ، يطوف عليهم الحور العين والولدان المخلّدين بأكواب وأباريق ، تجري من تحتهم الأنهار ـ رزقنا الله وإيّاكم ـ.
فكن يا طالب العلم الإلهيّ زاهداً وابحث عن الزهّاد وعاشرهم وصاحبهم وخذ الحكمة والعلم منهم ، وافعل كما قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : « إذا هرب الزاهد من الناس فاطلبه ، إذا طلب الزاهد الناس فاهرب منه » ، ولا تقل في الدنيا قول الزاهدين وتعمل فيها عمل الراغبين ، فكن الاُسوة الحسنة والقدوة الصالحة ، ولا تفعل ما تندم عليه في الدنيا والآخرة.
هذه جملة من الروايات الشريفة في فضل الزهد ومقامه الشامخ وآثاره في