حقيرة ، وتصدّوا لها لأداء التكليف الشرعي ، لا طمعاً بها وحبّاً لها ، فاعتبروا يا ذوي النهى.
ومن الواضح جدّاً أنّ أبرز خصيصة في القادة الإلهيّين في الشرائع السماويّة المختلفة ، ولا سيّما في دين الإسلام الحنيف ، هي البساطة والزهد واجتناب مظاهر الترف والكماليّات.
وكان السلف الصالح يوصون أهل العلم دائماً باجتناب البذخ والترف ، واختيار بساطة العيش ، والتزهّد في حطام الدنيا ، ومظاهرها الخلاّبة.
وخير ما نقتدي به سيرة المعصومين (عليهم السلام) ، فكانوا يعيشون بمنتهى البساطة والزهد ، والتأريخ حافل بالشواهد على ذلك.
فهذه فاطمة الزهراء سيّدة نساء العالمين (عليها السلام) ، جاء في حديث طويل حولها : « فنهضت والتفّت بشملة لها خَلِقَة (بالية) قد خيطت في اثني عشر مكاناً بسعف النخل ، كلّما خرجت نظر سلمان الفارسي إلى الشملة ، وبكى وقال : وا حزناه ، إنّ بنات قيصر وكسرى لفي السندس والحرير ، وابنة محمّد (صلى الله عليه وآله) عليها شملة صوف خلقة قد خيطت في اثني عشر مكاناً.
فلمّـا دخلت فاطمة الزهراء (عليها السلام) على النبيّ (صلى الله عليه وآله) قالت : يا رسول الله ، إنّ سلمان تعجّب من لباسي : فوالذي بعثك بالحقّ ما لي ولعليّ (عليه السلام) منذ خمس سنين إلاّ مسك كبش نعلف عليها بالنهار بعيرنا ، فإذا كان الليل افترشناه ، وإنّ مرفقتنا لمن أدم حشوها ليف ، فقال النبيّ (صلى الله عليه وآله) : يا سلمان ، إنّ ابنتي لفي الخيل السوابق (١).
يقول السيّد الإمام الخميني (قدس سره) : « يجب أن تكون حياة الروحانيين بسيطة ،
__________________
١ ـ سيماء الصالحين : ٣٧٩ ، عن البحار ٤٣ : ٨٨.