الذي حفظ الروحانيّة وجعلها تتطوّر إلى هنا ، بساطة العيش ، اُولئك الذين كانوا منشأ آثار كبيرة في الحياة التزموا ببساطة العيش ، اُولئك الذين كانوا موجّهين لدى الناس ، وكان الناس يلتزمون بتعاليمهم ، التزموا ببساطة العيش.
كلّما مشيت خطوة واحدة باتّجاه أن يكون بيتك أحسن ، نقص من معنويّتك من قيمتك بنفس ذلك المقدار ، قيمة الإنسان ليس بالبيت ، ولا بالحديقة ، لو كانت قيمة الإنسان بمثل هذا لاهتمّ به الأنبياء ، قيمة الإنسان ليست بأن يكون له ضجيج وعجيج وسيارة فخمة ، أن يكون كثير الذهاب والإياب ، قيمة الروحانية ليست بأن يكون للروحاني جهاز ، مكتب ومفكّرة ».
يقول بعض خواصّ الإمام عليه الرحمة : كان الحرّ في النجف الأشرف شديداً جدّاً ، وكانت تصل درجة الحرارة أحياناً إلى ٥٠ درجة ، وذات يوم ذهبت مع عدد من الإخوة للإمام وقلنا : سيّدنا الحرّ شديد وأنت مُسنّ ، وبما أنّ حرّ الكوفة معتدلا فلماذا لا تذهب إليها كما يذهب الآخرون.
قال في الجواب : وكيف أذهب إلى الكوفة من أجل برودة هوائها ، وإخواني في إيران في السجن.
نقل عن بنت الشيخ الأنصاري أنّها قالت : في أيّام الطفولة ، عندما كنت أذهب إلى المدرسة ، كان الأهالي يرسلون الطعام أحياناً إلى المدرسة ليتناول الطالبات الطعام مع المعلّمة ، ذات يوم قلت لوالدتي : إنّهم يحضرون معهم ألوان الأطعمة وأنت ترسلين لي الخبز والكرّاث فقط ، إنّي أخجل من ذلك ، سمع الشيخ كلامي فقال منزعجاً : من الآن فصاعداً أرسلي لها خبزاً فقط ، حتّى تصبح تتذوّق الخبز والكرّاث.
لم يكن الشيخ الأعظم قدوتنا في العلم والعمل يملك أيّة ثروة ، وكان يكتفي