أن يهديه ، وذلك لمن خاف مقام ربّه ونهى النفس عن الهوى ، فالله سبحانه يهديه بعد أن اختار بنفسه طريق الحقّ ونجد الخير ـ والهداية يعدّ المنزل الثاني أو الثالث في السير والسلوك ـ.
وذنوب طلبة العلوم الدينية تختلف ، فإنّ الشيطان لا يغويه بشرب الخمر ولعب القمار وما شابه ، إنّما يضلّه ويأتيه عن طريق الحسد وحبّ الجاه وعبادة الرئاسة والمقام والاستغابة والتهمة والافتراء على المؤمنين والثرثرة والكلام الزائد ـ ومن كثر كلامه كثر خطأه ... ـ والمزاح الجارح وفي غير موضعه وأمثال ذلك.
ويقول الإمام الصادق (عليه السلام) :
« وجدت علم الناس كلّه في أربع :
أوّلها : أن تعرف ربّك.
والثاني : أن تعرف ما صنع بك.
والثالث : أن تعرف ما أراد منك.
والرابع : أن تعرف ما يخرجك من دينك ».
وممّا يخرج طالب العلم من الدين أمثال هذه الذنوب كغيبة العلماء ، مع أنّ لحم العالم مسموم ، كما يقال في المثل ، وهذا يعني أنّ من يأكل لحم العالم في استغابته ، فإنّه سرعان ما يموت قلبه ، ويسلب منه التوفيق والتسديد. والحياة الروحيّة والقلبيّة ، ويكون حينئذ ميّت يمشي بين الأحياء ، وتكون بطن الأرض خيرٌ له من ظهرها ، لأنّه يزداد إثماً وذنباً ، يوماً بعد يوم.
وإذا كان مسجد قُبا يُعظّم عند الله وخلقه من يومه الأوّل ، لأنّه اُسّس من اليوم الأوّل على التقوى ، وأمّا مسجد ضرار فإنّه يعدّ وكر التآمر وبيت النفاق ، فإنّه