رسول الله (صلى الله عليه وآله) : « الحكمة ضالّة المؤمن ، أينما وجدها أخذها » ، وقيل : « خذ ما صفى ، ودع ما كدر » ، وليس لصحيح البدن والعقل عذر في ترك العلم) (١).
(ثمّ لا بدّ لطالب العلم من الجدّ والمواظبة والملازمة قيل : « من طلب شيئاً وجَدَّ وَجَد ، ومن قرع باباً ولَجَّ وَلَج » ، وقيل : « بقدر ما يسعى ينال ما يتمنّى ».
قيل يحتاج في التعلّم إلى جدّ الثلاثة : المتعلّم والاُستاذ والأب إن كان في الحياة.
ولا بدّ لطالب العلم من المواظبة على الدرس والتكرار في أوّل الليل وآخره وما بين العشائين ، ووقت السحر وقت مبارك ، قيل : « من أسحر نفسه بالليل فقد فرح قلبه بالنهار » ، ويغتنم أيّام الحداثة وعنفوان الشباب ، ولا يجتهد نفسه جهداً يضعف النفس ، وينقطع عن العمل ، بل يستعمل الرفق في ذلك ، والرفق أصل عظيم في جميع الأشياء.
ولا بدّ لطالب العلم من الهمّة العالية في العلم ، فإنّ المرء يطير بهمّته ، كالطير يطير بجناحيه ، فلا بدّ أن تكون همّته على حفظ جميع الكتب حتّى يحصل البعض ، فأمّا إذا كان له همّة عالية ولم يكن له جدّ ، أو كان له جدّ ولم يكن له همّة عالية ، لا يحصل له إلاّ قليلٌ من العلم ، وينبغي أن يتعب نفسه على الجدّ والتحصيل والمواظبة بالتأمّل في فضائل العلوم ودقائقها ، فإنّ العلم يبقى ، وغيره يفنى ، فإنّه حياة أبديّة ، قيل : « العالمون أحياء وإن ماتوا » ، « العلماء باقون ، أعيانهم مفقودة ، ومحبّتهم في القلوب » ، وكفى بلذّة العلم داعياً إلى التحصيل للعاقل) (٢).
__________________
١ ـ آداب المتعلّمين ـ جامع المقدّمات ٢ : ٥٤.
٢ ـ المصدر : ٥٣.