فلا تردّ على أهل العلم إلاّ عن علم واطّلاع ورجوع إلى المصادر ، فتعظيم علماء الدين وأهل التقوى وأصحاب الورع من المؤمنين وتكريمهم ، منشأ البركات وصلاح الدين والدنيا ، ونجاة العقبى.
ولمّـا سئل المحقّق الوحيد البهبهاني (قدس سره) : كيف بلغت هذا المقام العلمي والعزّة والشرف والإذعان من الآخرين؟ فكتب في الجواب : أنا لا أعتبر نفسي شيئاً أبداً ، ولا أعدّ نفسي في مستوى العلماء الموجودين ... ولعلّ الذي أوصلني إلى هذا المقام ، وهو أنّني لم أكفّ أبداً عن تعظيم العلماء وإجلالهم ، وذكر أسمائهم بالخير ... وإنّي لم أترك الدراسة في أيّ وقت ما استطعت ذلك ، وكنت اُقدّمها دائماً على سائر الأعمال.
كان المحدّث الجليل الشيخ عباس القمي (قدس سره) شديد الاحترام لأهل العلم ، وخصوصاً السادات وأولاد رسول الله ، وإذا وجد سيّداً في المجلس لم يكن يتقدّم عليه ولا يمدّ رجله باتّجاهه.
وكان نصير الدين الطوسي (رحمه الله) إذا جرى ذكر السيّد المرتضى علم الهدى يقول : صلوات الله عليه ، ويلتفت إلى القضاة والمدرّسين الحاضرين درسه ، ويقول : كيف لا يُصلّى على المرتضى.
عندما جاء آية الله الكلباسي إلى مدينة قم المقدّسة وذهب إلى مزارها الشريف ، كان يمشي في طريقه إلى المزار حافياً ، وقال : هذا المزار وطريقه مليء بالعلماء ورواة الحديث لذا ورعايةً للآداب لا اُريد أن أسير على قبورهم منتعلا.
يقول آية الله الشهيد دستغيب (قدس سره) : ورد الوعيد بالعقوبة الشديدة على كفران نعمة وجود العلماء ، منها ما ورد عن النبيّ الأكرم محمّد (صلى الله عليه وآله) : « سيأتي زمان على الناس يفرّون من العلماء كما يفرّ الغنم من الذئب ، فإذا كان ذلك ابتلاهم الله بثلاثة أشياء : الأوّل : يرفع البركة من أموالهم ، والثاني : سلّط الله عليهم سلطاناً جائراً ،