ويحدّثنا آية الله العظمى الشيخ مرتضى الحائري عن والده مؤسّس الحوزة العلميّة بقم أنّه قال : التوفيقات التي كانت من نصيبي واستطعت في ظلّها أن أؤسس الحوزة كلّها رهن الخدمات التي قدّمتها لاُستاذي المرحوم السيّد محمّد الفشاركي ، في الفترة التي ابتلي بها سماحته بمرض شديد ، بلغ به إلى حدّ أنّي كنت طيلة ستّة أشهر اُقدّم له الإناء لقضاء الحاجة ... وكنت أفتخر بذلك.
وكثير من علمائنا الأعلام حينما يذكرون اسم أساتذتهم يتبعونه بقولهم : (روحي فداه).
هذا في مقام التعظيم والاحترام ، وأمّا سوء الأدب مع الاُستاذ فتلك الشقاوة والهلاك.
يقول المحدّث الجليل آية الله العظمى السيّد نعمة الله الجزائري (قدس سره) : وكان في إصفهان رجلٌ عالم من مجتهدينا رأيناه ، وقرأنا عليه ، وقد كان في أوّل تحصيله يقرأ عند مجتهد آخر ، فلمّـا نشأ ذلك التلميذ ، أنكر قراءته على ذلك الشيخ ، ولم يقرّ له بالفضل ، فبلغ الاُستاذ قوله ، فدعا عليه وقال : اللهمّ اسلبه كلّ ما قرأه عندي وأخذه عنّي ، فسلبه الله الحافظة بعدما كان مشهوراً بالحفظ ، فصار لا يحفظ مسألة على خاطره ، بل لا بدّ له في كلّ مسألة من مراجعة كتبه ومؤلفاته ، وهو الآن موجود في إصفهان ، ونحن نحمد الله على توفيقه لنا لبرّ المشايخ ، والقيام بوظائف خدمتهم ، والاستغفار لهم أحياءً وأمواتاً ورضاهم عنّا (١).
وجاء في هامش الأنوار النعمانيّة : كان في النجف رجل فاضل له خبرة بالعبارات الغامضة والمطالب المعقّدة في مختلف الكتب ، وكان يبحث عن مثل هذه
__________________
١ ـ الأنوار النعمانيّة ٣ : ٩١.