المسائل ويستخرجها من الكتب ويطرحها على العالم الجليل الشيخ محمّد حسن المامقاني ـ الذي كان من المراجع الكبار وتوفّي سنة ١٣٢٣ ه ـ يطرحها عليه في المجالس العامّة ومجالس العلماء والطلاب ، ولم يكن له هدف إلاّ إهانة ذلك الرجل العظيم وتحقيره وإظهار عجزه أمام الآخرين. وعندما تنبّه العلماء لنيّته ، نهوه عن هذه العادة القبيحة ، ونصحه أصدقاءه ، ولكنّه لم يكن يتقبّل النصيحة ، وسرعان ما مات ، إذ ابتلي بمرض عضال ، وقضى في شبابه ، ولم يشكّ أحد أنّ السبب في مرضه وقصر عمره إساءته الأدب مع الشيخ المامقاني.
وأخيراً : كان الشيخ الأنصاري (قدس سره) عائداً من كربلاء إلى النجف ومعه جمع من العلماء ، منهم العارف الكبير السيّد علي الشوشتري وصي الشيخ ، فعندما ركبوا السفينة وقع حذاء الشيخ سهواً على بساط أحد مشايخ العرب ، وكان يبغض الشيخ ويحسده ، فقال بوقاحة : العجم لا أدب لهم ولا معرفة ، خصوصاً أهل شوشتر ، فلم يقل الشيخ شيئاً ، وطلب السيّد علي الشوشتري من الشيخ أن يجيبه على وقاحته ، إلاّ أنّ الشيخ بقي ساكتاً ، وعصر ذلك اليوم ابتلي الشيخ العراقي بالقولنج ، وبعد قليل أخرجوا جنازته من السفينة للدفن (١).
الله الله في تعظيم واحترام العلماء والاُستاذ ، وإيّاكم وسوء الأدب ، فإنّ فيه الهلاك والحرمان ، وأمّا حسن الأدب ففيه البركة والتوفيق والإحسان.
٣ ـ أن يعتقد الطالب أنّه مريض النفس واُستاذه هو الطبيب ، ولا يصحّ في مقام المعالجة مخالفة الطبيب.
٤ ـ أن يحترم اُستاذه ، فإنّ بركة العلم في تعظيم الاُستاذ ، فيضرب صفحاً عن
__________________
١ ـ نقلت القصص من الكتاب القيّم والمفيد « سيماء الصالحين » : ٢٠٩ ـ ٢٢٨ ، فراجع.