توسعته للمسجد الحرام ، فقالوا : يُوسِّع مسجدَ رسول الله صلىاللهعليهوآله ويغيّر سنّته (١).
بل منعوا من دفنه في مقابر المسلمين (٢) ، حتّى دُفن ليلاً في حشّ كوكب ـ وهي من مقابر اليهود (٣) ـ وتحت الخوف ، إذ حملوه على باب وإنّ رأسه على الباب ليقول « طق طق » (٤) ، وأراد الذين دفنوا عثمان أن يُصَلُّوا عليه فَمِنُعُوا (٥).
وهذا لا يكون من الصحابة والناس والمسلمين إلاّ بعد فراغهم عن انحرافات عثمان وابتداعاته الدينية لا مجرّد سوء تصرّفاته ، وتدهور الاقتصاد واختلال النظام الإداري.
فمن كل هذا نعلم أنّ عثمان كان ذا جنوح إلى الإحداث والتغيير ، فلا غرابة في أن يطرح رأياً وضوئياً جديداً كما طرح آراءً من قبل في منى وصلاة الجمعة وصلاة العيدين وغيرها ، مضافاً إلى أنّ هناك عوامل تربوية ونفسية وسياسية واجتماعية أخرى حَدَت به إلى الإبداع الوضوئي ، والنزوع إلى تثليث الغسلات ، وغسل الممسوحات من بعد ،
______________________________
(١) أنساب الأشراف ٥ : ٣٨.
(٢) في تاريخ الطبري ٣ ٦ ٤٤٠ « فقالوا [ نفر من الأنصار ] : لا والله لا يدفن في مقابر المسلمين أبداً. فدفنوه في حش كوكب ».
(٣) قال الطبري في تاريخه ٣ : ٤٣٨ هو حائط بالمدينة يقال له حش كوكب كانت اليهود تدفن فيه موتاهم.
(٤) تهذيب الكمال ١٩ : ٤٥٧. وفي تاريخ المدينة لابن شبّة ١ : ١١٣ « وحملوه على باب أسمعُ قرع رأسه على الباب كأنّه دبّاءة ويقول : دبْ دبْ ».
(٥) تهذيب الكمال ١٩ : ٤٥٧.