الصحيحة عن رسول الله صلىاللهعليهوآله بقوله : « يتحدّثون بأحاديث لا أدري ما هي ! »
نعم ، أنكرها عثمان وكأنّه لم يسمعها من قبل ، ولا رأى النبي صلىاللهعليهوآله يحدّث بها ويفعلها طول عمره الرساليّ المبارك الشريف !!
وقد استمرّ عثمان أيضاً بالنهي عن التحديث والفتيا ، فصار أبوذر وابن مسعود وعمّار بن ياسر وأمثالهم في أشدِّ المضايقة ، وأقسى الضغوط ؛ لأنّهم لم يلتزموا بالمنع الحكومي ، حتّى وصل الأمر بالحجّاج بن يوسف الثقفي أن يختم في يد جابر بن عبدالله الأنصاري وفي عنق سهل بن سعد الساعدي [ الأنصاري ] وأنس بن مالك [ الأنصاري ] ، يريد إذلالهم ، وأن يتجنّبهم الناس ولا يسمعوا منهم (١). وفي كتاب ( المحن ) لأبي العرب التميمي : إن الحجّاج ختم يد الحسن البصري وأبن سيرين كذلك (٢).
إذن ، لم يكن التيار الفكريّ الفقهيّ المعارض لوضوء عثمان تياراً طارئاً ولا حدثاً عابراً ، بل كان امتداداً طبيعيّاً لخط التحديث ، المعارض للرأي والاجتهاد.
______________________________
رسول الله في الآفاق ؟! قالوا : تنهانا ؟ قال : لا ، أقيموا عندي ، لا والله لا تفارقوني ما عِشتُ ، فنحنُ اعلم نأخذ منكم ونردّ عليكم ، فما فارقوه حتى مات.
وفي شرف أصحاب الحديث للخطيب البغدادي : ٢٠ بَعَثَ عمر بن الخطّاب إلى عبدالله بن مسعود ، وإلى أبي الدرداء ، وإلى أبي مسعود الأنصاري ، فقال لهم : ما هذا الحديث الذي تكثرون عن رسول الله ؟! فحبسهم بالمدينة.
(١) أسد الغابة ، لابن الأثير ٢ : ٤٧٢ في ترجمة سهل بن سعد الساعدي.
(٢) كتاب المحن : ٤٢٨ ـ ٤٢٩ كما في الفكر الأصولي لعبد المجيد الصغير.